رئيس التحرير - صلاح الدكاك

أكتوبر البقرة النطاحة أنور السادات، حرر جزءاً من سيناء المصرية وباع مصر برمتها للصهاينة والأمريكان و أوقع الجمهورية العربية السورية في فخ تحويل جهة الهجوم الإسرائيلي صوبها كليةً حين قرر السادات في اليوم العاشر من الحرب وقف العمليات العسكرية المشتركة من الجانب المصري ملقياً بجهد المواجهة كله على عاتق الجيش العربي السوري "الأول" عدا أنه سلم الجيش المصري "الثالث" فريسة مقشرة للعدو الصهيوني في ما يعرف بـ"ثغرة ديفرسوار" التي نفذ منها إرئيل شارون وغير موازين المعركة لصالح ما أرادته أمريكا والقاهرة الساداتية من تطبيع ميداني لقواعد الاشتباك المصري الإسرائيلي تمهيداً للشروع في تطبيع سياسي تترجل خلاله مصر من ريادة الصراع العربي في مواجهة الكيان الصهيوني وتنضوي في كنف الوصاية الأمريكية.
للسادات حينها مقولتان تلخصان ماهو بصدده من مشروع خياني....في قضية اضطراره لخوض الحرب يقول :"لقد كبلني جمال عبدالناصر على سكة حديد لا أستطيع والوضع كهذا إلا الذهاب إلى الحرب.." لكنه احتال للخلاص من مرامي ناصر الاستراتيجية لحرب كان رهانها تحرير كامل التراب العربي المغتصب في 67 والمضي لتحرير أراضي 48 ، فجعل منها حرب "تحريك" وقال صراحةً:"يكفيني أن أستعيد عشرة كيلومترات في الميدان لأستعيد ماتبقى على طاولة مفاوضات ".
كانت حرب أكتوبر الساداتية بطبيعة الحال مشروعاً كواليسياً لاستفراغ حماسة الجيش المصري ومرهمة جراح كرامته كما ولتقويض سوريا قيادةً وتوجهاً وجيشاً ومن ثم انهيار المعسكر العربي المناهض للاحتلال الإسرائيلي شارعاً وخطاباً ولم تكن حرباً لتحرير حتى سيناء و قبل ذلك كله كان هدف السادات واشنطن تل أبيب الأبرز من إدارتها على نحو ماجرى تصفية القضية الفلسطينية وإزاحتها إلى هامش الاهتمام العربي ثم إماتتها كلياً.
جرى تضخيم حاجز "بارليف" و أسطرته ليصبح اجتيازه لاحقاً إعجازاً يتيح للسادات كبح جماح الحرب والقول :إننا انتصرنا" فيصفق الشارع المصري المضلل لخواء المكسب قانعاً به.
نهنئ الجمهورية العربية السورية قيادة وجيشاً بالانتصار المستمر في مواجهة المشروع الخياني متعدد الأقنعة منذ تشرين وحتى اللحظة ونعزي الشعب المصري في أكذوبة التحرير الساداتية العظمى التي لاتستحق الاحتفاء إلا من قبيل رثاء النفس المغرر بها.


أترك تعليقاً

التعليقات