أهداف تحالف العدوان القذرة
 

محمد عبده سفيان

بعد أسبوع من ارتكاب طيران الموت القادم من مملكة قرن الشيطان للمجزرة الإرهابية البشعة في حق جموع المعزين بوفاة الشيخ علي الرويشان، بالقاعة الكبرى في العاصمة صنعاء، اعترف النظام السعودي بارتكابه تلك المجزرة الدموية التي راح ضحيتها أكثر من 800 شهيد وجريح، بعد أن كان قد أنكر مسؤوليته عنها على لسان مستشار وزير الدفاع السعودي ناطق تحالف العدوان العميد أحمد عسيري، الذي قال إن طيران التحالف لم يحلق فوق أجواء العاصمة صنعاء، ولم يشن أية غارات في ذات اليوم الذي حدثت فيه جريمة القاعة الكبرى، فسارع تنظيم داعش الإرهابي إلى الإعلان بأنه هو من قام بعملية تفجير القاعة الكبرى، واستمات مرتزقة السعودية والمحللون لجرائم تحالف العدوان (أصحاب الدفع المسبق)، في الدفاع عن النظام السعودي وحلفائه في العدوان على وطننا وشعبنا اليمني، وإبعاد الشبهة عنه. وبسبب الضغوط الدولية والمطالبة بتشكيل لجنة تحقيق دولية للتحقيق في جريمة القاعة الكبرى وكل الجرائم التي ارتكبت في اليمن منذ بدء العدوان في مارس العام الماضي 2015م، سارع النظام السعودي إلى تشكيل فريق تحقيق (صوري) قال ناطق السوء العسيري إنه تشكل من 14 دولة لم يذكرها، ولم يذكر أعضاء الفريق وصفتهم، ومع من حققوا، لكنه قال في تصريح لقناة (آر تي إن) إن التحالف أصدر عقب الحادثة بياناً يؤكد علمه بها مع نيته التعاون بشكل كامل مع فريق التحقيق.. وقال: إن قيادة التحالف أعربت في البيان عن أسفها لهذا الحادث غير المقصود، والذي لا ينسجم مع الأهداف النبيلة للتحالف، وعلى رأسها حماية المدنيين وإعادة الأمن والاستقرار إلى اليمن الشقيق.. ضعوا مليون خط تحت عبارة (الأهداف النبيلة للتحالف وعلى رأسها حماية المدنيين)، وضعوا أمامها مليون علامة استفهام وتعجب.
ما قاله العسيري وما ورد في بيان قيادة تحالف العدوان يمثل قمة الوقاحة والحقارة والخسة والنذالة، وبالمقابل فإن تبرير المرتزقة والمحللين لجرائم تحالف العدوان في اليمن يعد أيضاً قمة في الوقاحة والحقارة والخسة والنذالة، فقد سارعوا في نفي التهمة عن النظام السعودي بارتكاب مجزرة قاعة العزاء، واختلقوا المبررات، ووجهوا التهم شرقاً وغرباً، وعندما اعترف النظام السعودي بارتكابه تلك الجريمة النكراء سارع أولئك المرتزقة والمحللون من أصحاب (الدفع المسبق) إلى مباركة ذلك الاعتراف، ووصفه بأنه (اعتراف شجاع)، وهم بذلك أكدوا بما لا يدع مجالاً للشك مدى ما وصلوا إليه من دناءة، وأنهم تفوقوا على معشر المنافقين وزعيمهم عبدالله بن سلول.
كما أكدوا أنهم لا يقلون حقارة وخسة ونذالة عن أولئك الذين صاغوا بيان ما يسمى فريق التحقيق المزعوم أو الصوري، والذي لا يعلم إلا الله وحده ومجرمو الحرب في تحالف العدوان السعودي، وفي مقدمتهم محمد بن نائف ومحمد بن سلمان وناطق السوء أحمد العسيري، وكذا المخابرات الأمريكية والبريطانية والصهيونية، من هم أعضاء هذا الفريق، ومع من حققوا، وكيف جرت عملية التحقيق؟ حيث ورد في ذلك البيان (المسخرة) (إن جهة تابعة لرئاسة هيئة الأركان العامة اليمنية قدمت معلومات مغلوطة إلى مركز توجيه المعلومات في الجمهورية اليمنية تبين لاحقاً أنه مغلوطة).. ضعوا مليون خط تحت عبارة (جهة تابعة لرئاسة هيئة الأركان العامة اليمنية).
وأضاف البيان: (وبإصرار منها على استهداف الموقع بشكل فوري باعتباره هدفاً عسكرياً مشروعاً، قام مركز توجيه العمليات الجوية في الجمهورية اليمنية بالسماح بتنفيذ عملية الاستهداف بدون الحصول على توجيه من الجهة المعنية في قيادة قوات التحالف، ومن دون اتباع الإجراءات الاحترازية المعتمدة من قيادة قوات التحالف للتأكد من عدم وقوع الموقع ضمن المواقع المدنية محظورة الاستهداف، ووجه مركز توجيه العمليات الجوية في الجمهورية اليمنية إحدى الطائرات الموجودة في المنطقة لتنفيذ المهمة).
وتابع البيان المسخرة: (وحيث ثبت للفريق أنه بسبب المعلومات التي تبين أنها مغلوطة، وبسبب عدم الالتزام بالتعليمات وقواعد الاشتباك المعتمدة، فقد تم استهداف الموقع بشكل خاطئ، مما نتج عنه خسائر في أرواح المدنيين وإصابات بينهم).
ضعوا مليون خط تحت هذه العبارات التي وردت في بيان فريق التحقيق الذي شكله القتلة ليبرروا جريمة الإبادة الجماعية التي ارتكبوها في حق أكثر من 800 شخص من أبناء الشعب اليمني دفعة واحدة في قاعة عزاء بالعاصمة صنعاء.
هذه المجزرة المروعة ليست الأولى، فقد سبقها ارتكاب مئات المجازر التي لا تقل دموية عنها في صعدة وتعز والحديدة والمخا وحجة وذمار ومحافظة صنعاء وأمانة العاصمة وعمران ولحج وإب، ولن تكون الأخيرة طالما وهناك للأسف من ينتمون لليمن يبررونها ويطالبون بارتكاب المزيد منها، فهي بالنسبة لقيادة تحالف العدوان السعودي تندرج ضمن ما يسمونها الأهداف النبيلة (القذرة) للتحالف، وعلى رأسها حماية (قتل) المدنيين.

أترك تعليقاً

التعليقات