كهزيمة كرَّت
 

زياد السالمي

كهزيمة كرَّت على هذي المدينة 
لم تزل لغةً تصف جناحها خجلاً 
وتنتف ريش فكرتها: متى 
أو هكذا كمدينة كانت 
تحك شعورها بالاشتياق 
تطل من جهة الغروب 
لعلها من دورة النهدين 
تذكي شعلة التقويم
حتى تشخص الأبصار ثانيةً 
إلى الإتقان في استدراك حالتها القديمةْ.. 
لكن شيئاً غامضاً 
عني تراوح بين ما لاقته 
من إغراء موعدها المثير وحلمتين 
بأمر هذا البحر موشكتين فعلاً 
أن يجودا بالشجونْ.. 
يبدو إذن في البحر حزني بعدما 
قد كان موسيقى ينزه 
لحنها بال المدينة؛ 
ويكأن النهر يخجله انتشاء 
الجدب  
بالظمأ الملوح للرمال من البوارج؛ 
تنتفي لغةً على شفة التأنسن 
سحنة تدني رحيق الغيم 
تأبى أن تساور جدبها 
أو تقبل التحليق 
في أفقٍ يجدول ما تيسَّر 
من أبوة مورد أضفى على 
الصحراء رونقه الأصيل 
فكافأته بالرصاص وبالقنابل 
والصواريخ اللئيمة؛ 
ثمة دهشة أيضاً تتمتم: 
لم يعد في الرمل غير النفط 
أظهر لانتمائك يا صحارى 
رحلت جراري نحو عطان المنيف 
وعانقت نقم الأصالة 
صورة - من قال تذكارية للقصف - 
واغتسلت من البارود أودية المدينة 
قلت في صنعاء وجه آخر غير الحصار 
وغير إزعاج الأهالي 
أو إخافتهم بصوت الطائرات 
أو برمي الحاملات قنابل التدمير 
أو قصف المنازل والمعازي والملاجئ 
أو خيام النازحين 
أو المصانع أو مقر العمي أو... 
صنعاء قلت بلا جداول إنما 
من تحتها الأنهار تجري 
جنة  
تحظى مباشرةً من الله القبول
فهل نضجُّ وهل نقاتل 
كي يفيق الغافلون 
وهل نجوع مع السنابل 
هل نفر إلى المنافي والمعاقل 
هل نشق الصف كي 
تحتدَّ ألسنة التحالف بالمقابل؛ 
لا..

أترك تعليقاً

التعليقات