أحلام عبدالكافي

ليس أبشع من العدوان إلا مرتزقته وأياديه.. تلك التي نصّبت نفسها معاول لتدمير الوطن وسفك الدماء، تلك الأنفس الخبيثة التي ترى في جرائمها الوحشية هدايا وقرابين تتقرب بها للشيطان الأكبر، علّه يرضى عنها ويقذف لها فتات المال المدنّس تبريكاً منه لعظيم ما فعله عبيده، ولبلوغهم أعلى درجات الانحطاط والسقوط اللاإنساني، واستحقوا معها مرتبة الدناءة والخيانة العظمى التي كان منتهى وحشيتهم انتهاك حرمة قرية الصراري قبل عام من اليوم، واستهدافهم لرجالها وأطفالها ونسائها دون مراعاة لأية حرمة أو أية ملة أو أي عهد أو عرف. أكثر من 50 شهيداً كانوا ضحية ذلك الإرهاب الوهابي، قضوا نحبهم حرقاً وذبحاً وسحلاً، فكان مرتكبو تلك الجريمة النكراء  للوضاعة وللبشاعة أقرب، وعن الآدمية والوطنية أبعد.
ماذا فعلت بكم قرية الصراري؟ هل كانت معسكراً (حوثياً عفاشياً) تحفهُ الأسلحة والدبابات والمدرعات الثقيلة التي تمطركم بالقصف ليل نهار؟ إن أهالي القرية الأحرار وصمودهم في وجه حصاركم الظالم والجائر هو من قهر عبيد العدوان.. وكان شموخُهم هو من استدعى قصفها يا مرتزقة العدوان، وكان حبّهم لوطنهم هو من جعلكم تقتلونهم وتجعلونهم هدفاً استراتيجياً تباشرونهم بالقنص والمدافع بتعدٍّ منقطع النظير، دون أن تراعوا أي اعتبار للقيم الإنسانية أو وحدة الأرض أو حرمة الدم اليمني.. يا له من عارٍ عليكم ويا له من قبح!
أنتم يا مرتزقة تعز من مخلفات العدوان والاحتلال، وجرائمكم البشعة والوحشية بحق اليمن هي ما يراد فعلاً منكم.. خراب وتدمير ودماء وترويع وتجويع.. ثم ما هي النتيجة؟ وطن متناحر وعصابات وحروب وثارات لأجل من؟ اليهود والنصارى وخرفان بني سعود.. هل تدمرون وطنكم لأجل العدو؟ بل هل أصبحت النساء والأطفال هي أهدافكم؟ عقولٌ هوت وقلوبٌ خلت من أبسط المعاني والقيم. لم تترك لنا وحشيتكم مجالاً سوى مواجهتكم والذود عن العرض والأرض، ولم يكن إجرامكم إلا دليلاً على عدوانيّتكم لليمن، ولم يكن استهدافكم للأبرياء والمستضعفين إلا نداء لكل حرٍّ أبي أن يلتحق بركب الدفاع عن الوطن، وأن يتصدى بكل ما أوتي من قوة لدحر الخونة والعملاء. 
في الذكرى السنوية لاقتحام قرية الصراري، أقول لشياطين البشرية.. كيدوا كيدكم واسعوا سعيكم، فوالله إنكم إلى جهنم ساقطون، فلن تنجوا بفعلتكم أبداً، ولن تفلحوا بعمالتكم وخيانة وطنكم، فما أفلح المجرمون قط بجريرتهم، بل خاب وخسر الظالمون.. فلن يضيع حق وراءه مطالب، ولن يهدر عرضٌ وراءه مدافع، ولن يفلح عبثٌ في ظل صحوة، ولن ينتصر الشيطان وباطله بوجود الحق، ولن يستمر طغيانٌ في أرض الأحرار..
بل لن ينفع المرتدّون عن وثيقة الشرف الوطني خيبتهم وسوء مآل مصيرهم حين يتخلى عنهم إله الفسق والتضليل ليجدوا أنفسهم في وبال فعالهم ولعنات الإنسانية تلاحقهم ودعوات المظلومين تخنقهم، وحينها لن يجدي الندم حين تجدون أنفسكم لا أرضاً تقبل بكم ولا سماء تظللكم، فأنتم بلا هوية وبلا وطن، يشار إليكم بأصابع البنان من العدو قبل الصديق، أنتم هم الخونة، وستظلون خونة تتلقّفكم الأيادي العابثة يميناً ويساراً، ثم إلى الهاوية ومزبلة التاريخ سترسلون.

أترك تعليقاً

التعليقات