لمن يعانون أزمة وعي
 

أحلام عبدالكافي

لا شأن لي بمن يعانون من أزمات في نفسياتهم المهزومة، ولمن بدا عليهم العجز في وجدانهم وفي أعماقهم حين انعكس ذلك سلباً على أقوالهم المرجفة وأفعالهم الضعيفة التي إن دلت على شيء فإنما تدل على عمق الاهتزاز والاضطراب النفسي الذي يعيشونه.
ذلك أن ثمة شرخاً يعانون منه في ذواتهم حين أصبحوا يرون منجزات يقف لها التاريخ إجلالاً وإعظاماً، فرصة لسخرياتهم ولأحاديثهم المهزوزة حين يحملون في ثناياها كمية لغط وفجور منقطع النظير.
لا شأن لي يا ذاك بما وصلت إليه من كمية عجز وشعور بالوهن حين لم تعد ترى أي منجز مهما عظم، ولا أي انتصار مهما اعترف بقوته الأعداء، سوى فرصة ذهبية لبث سمومٍ ناتجة إما عن جهل فيك أو عن خبث منك، وفي كلتا الحالتين أنت مصاب بهزيمة في قرارة نفسك يصعب علاجها.
ربما لست متخصصة بتحليل الشخصيات كثيراً، لكني أجد نفسي اليوم أكثر معرفة بتحليل تلك الشخصيات المكشوفة نفسياتهم بهذا الشكل الواضح والفاضح، بالرغم من تخفيها وراء أستار عديدة لتبرير مواقفهم المضادة لإنجازات المخلصين، فتارة باسم الوطنية، وتارة أخرى باسم معاناة الشعب، وتارة تجدهم قد بدا عليهم الاستخفاف والاستهتار الوضيع بمن يقدم منجزاً لوطنه ولأرضه، وتراه قد قدم نفسه بأنه أعلم وأذكى ممن بذل روحه ودمه وعلمه ليرفع رأس اليمن عالياً، ويتكشف بكل وقاحة بأنه مستهتر بكل إنجازات أولئك (الرجعيين والمتخلفين) عن ركب إعجاز التكنولوجيا الحديثة التي تبدو عليها اليوم دول الغرب العظيمة.. هذا هو لسان حال المنهزمين طبعاً.
كلمة أخيرة لكل من يعاني من أزمة في الوعي أولاً وفي نفسيته ثانياً، أقول له اسأل نفسك.. هل عندك استعداد أن تذهب للجبهات دفاعاً عن هذا الوطن، وأن تبذل روحك في سبيله؟ هل عندك استعداد أن تنفق في سبيل الله والوطن مالك وولدك؟
قطعاً ستكون الإجابة بـ(لا)، فأنى لمن لا يشعر بالعزة والكرامة في قرارة نفسه أن يشعر بكل تلك المعاني العظيمة التي لا تصدر إلا من الأحرار فقط.. لذلك أقول لك لا داعي للتشكيك بمن يمتلك كل تلك الصفات العظيمة، بل من هو قادر على تقديم ما هو عظيم لهذا الوطن، في حين تجد نفسك عاجزاً بل قزماً أمام تنفيذ أقل القليل لهذا الوطن، بذلك التخاذل الذي تبدو فيه صغيراً أمام إنجازات العظماء.

أترك تعليقاً

التعليقات