شبابة
 

عبده سعيد قاسم

واضح أن أجنحة الحراك الجنوبي التي رفعت شعار الاستقلال واستعادة دولة الجنوب ما قبل مايو ١٩٩٠، عاجزة عن تحقيق تلك الشعارات رغم الفرص السانحة، واتضح أنها أعجز من أن تعلن الانفصال، فالجنوب برمته وقع تحت سيطرة الاحتلال الإماراتي الذي صادر قرار الحراك تماماً، وسلبه القدرة حتى على المزايدة بالقضية الجنوبية، وصادر معه حتى قرارات ما تسمى الشرعية، وصارت قوة الاحتلال الإماراتي هي من تمتلك الأمر والنهي في الجنوب.
فالجنوب قوة معطلة وغير مجدية بدون الشمال، فالجنوب ظل رازحاً تحت سيطرة الاحتلال البريطاني أكثر من 120 عاماً دون أن يسجل التاريخ أي عمل قام به أبناء الجنوب ضد الاحتلال، بل إن كل نخب الجنوب وكياناته السلاطينية تماهت تماماً مع الاحتلال الإنجليزي، واعتبرته واقعاً لا فكاك منه، ولم تقم ثورة ضد الاحتلال إلا عام ١٩٦٣، بعد عام من قيام ثورة سبتمبر في الشمال وقيام الجمهورية العربية اليمنية، بل وانخرط كثير من القيادات الشبابية الشمالية في ثورة أكتوبر كقيادات ثورية مثلت الدينامو الرئيسي المحرك لثورة أكتوبر، مثل الشهيد عبدالفتاح إسماعيل وعبود الشرعبي وقائد قاسم سعيد (القردشي) الذي كان مسؤولاً عن قوافل الدعم العسكري لثورة أكتوبر من مناطق الشمال، وكان يُسيِّر الجمال المحملة بالسلاح عبر قعطبة والمناطق الشمالية المحاذية لمناطق الضالع في الجنوب.
قام الاحتلال بمنع الأستاذ الراحل المفكر عبدالله عبدالرزاق باذيب من إصدار مجلة (الطليعة) اليسارية من عدن، فلجأ إلى الشمال، واستمر بإصدارها من مدينة تعز حتى في عهد الإمام، ولجأ قادة ثورة أكتوبر إلى الشمال، وبوفية تعز التي كانت مملوكة لعبدالله غانم النجاشي جوار سينما سبأ شارع التحرير الأعلى، رائد الأصواف حالياً، كانت مقراً لاجتماعات قيادات الجنوب.
الرئيس الشهيد قحطان الشعبي عُين مستشاراً للرئيس السلال ووزيراً لشؤون الجنوب المحتل في أول حكومة بعد قيام ثورة سبتمبر ٦٢.
الجبهة القومية أيضاً تأسست في صنعاء أواخر عام ١٩٦٣م، برعاية الرئيس السلال.
أما الجنوب فكان كنتونات متناثرة تحت مسمى سلطنات، وقادتها يتسابقون على الفوز برضى سلطات الاحتلال البريطاني في عدن.
إنهم يجيدون تصفية بعضهم قتلاً ونفياً، حيث تؤكد كثير من المصادر التاريخية أن عدد شهداء النضال من أجل الاستقلال ٤٠٠ شهيد، وضحايا الصراع البيني بين الفصائل وأجنحة الحكم بلغ عددهم 34.000 حتى قيام دولة الوحدة.
لذلك لن يكونوا أكثر من أدوات للقوى الأجنبية، ولن ينجزوا أي إنجاز وطني بإرادة نابعة من الذات الجمعية.

أترك تعليقاً

التعليقات

عبدالرحمن حجر
  • الأثنين , 8 أبـريـل , 2019 الساعة 10:15:31 AM

قووووه