الغارقون في وحل العمالة
 

محمد عبده سفيان

563 يوماً مضت على بدء العدوان البربري الهمجي الغاشم والحصار الجوي والبري والبحري الجائر على وطننا وشعبنا اليمني من قبل تحالف الشر العربي بقيادة مملكة بني سعود، وبدعم من أمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني، وما يزال العدوان مستمراً، ويزداد وحشية يوماً بعد آخر، مرتكباً جرائم حرب وإبادة جماعية في حق المدنيين من خلال استهداف طائراته الحربية للتجمعات السكانية والمنازل والمصانع والأسواق وصالات الأعراس والمدارس والجامعات والكليات الحكومية والخاصة والموانئ والمطارات ومخازن المواد الغذائية والتموينية، وبصورة ممنهجة.
استخدم حكام مملكة بني سعود كل أنواع الأسلحة، بما فيها المحرمة دولياً، لقتل أبناء الشعب اليمني أطفالاً ونساءً وشباباً وشيوخاً، مدنيين وعسكريين، وتدمير ممتلكات المواطنين من منازل ومصانع وأسواق ومزارع ومحال تجارية، ومقدرات الوطن التموينية والخدمية والاقتصادية والثقافية والسياحية والعسكرية والأمنية، وكل التقارير والمنظمات الدولية تؤكد أن تحالف العدوان السعودي يرتكب جرائم حرب ضد الإنسانية وإبادة جماعية في حق المدنيين، وأنه استخدم القنابل العنقودية والفراغية والانشطارية والفسفورية المحرمة دولياً، واعترفت بذلك الأمم المتحدة، بينما الغارقون في وحل العمالة والارتزاق ينكرون ذلك، فقد أعماهم المال المدنس الذي يتقاضونه من حكام  السعودية وإمارات الخليج، عن رؤية المجازر الوحشية التي ترتكبها طائرات تحالف العدوان السعودي في حق المدنيين الأبرياء في صعدة وعمران وحجة والحديدة وتعز وإب والجوف ومأرب وصنعاء وأمانة العاصمة وغيرها من المحافظات.. ليس ذلك فحسب، بل إنهم يحرفون الحقائق والوقائع، فينسبون تلك المجازر إلى الجيش واللجان الشعبية، وبدون حياء أو خجل يصرون على ذلك.
ولم يقتصر الأمر في كذبهم وتزييفهم للحقائق والوقائع حول جرائم العدوان في تعز، التي ينسبون كل مجزرة فيها للجيش واللجان، كونها تشهد مواجهات مسلحة بين الجيش واللجان والمليشيات الموالية لتحالف العدوان من فصائل حزب الإصلاح وشركائه من الناصريين والاشتراكيين والجماعات السلفية المتطرفة وتنظيمي القاعدة وداعش وعصابات الإجرام والقتل والضباط والصف والجنود المنشقين من الجيش والأمن والشباب المغرر بهم.. لم يقتصر كذبهم وتزييفهم للحقائق على تعز وحسب، بل شمل كل المناطق التي يرتكب فيها طيران العدوان السعودي مجازر وحشية في حق المدنيين، حيث نجدهم يسارعون لخلق المبررات بأن غارات الطيران لم تستهدف المدنيين، وإنما مواقع الحوثيين والجيش الموالي للرئيس الأسبق علي عبدالله صالح. وعندما تتحدث المنظمات الدولية بأن القصف استهدف منشآت وأسواقاً ومدارس وجامعات وصالات أعراس ومصانع وتجمعات سكانية، يسارع أولئك المنحطون من أشباه الرجال إلى إلصاق التهمة بالجيش واللجان الشعبية، وبكل حقارة وخسة ونذالة يقولون إن الجيش واللجان هم من قصفوا تلك الأماكن بهدف استعطاف الرأي العام المحلي والعربي والعالمي.
يا أشباه الرجال.. أيها المنغمسون في وحل العمالة والارتزاق، لماذا ترفضون أنتم وأسيادكم قادة تحالف العدوان السعودي تشكيل لجنة دولية للتحقيق في الجرائم التي ترتكب في حق أبناء الشعب؟ فإذا كنتم تقولون بأن من يرتكب الجرائم البشعة في حق اليمنيين هم أتباع الحوثي وصالح من الجيش واللجان الشعبية، وأن الطائرات والبوارج والسفن والزوارق الحربية التابعة لتحالف العدوان السعودي ودباباتهم ومدرعاتهم ومدفعياتهم وصواريخهم ورشاشاتهم، لا تقتل اليمنيين، وإنما تلقي إليهم بالمساعدات (الإنسانية)، وأن المليشيات المسلحة الموالية لتحالف العدوان لا ترتكب أية جرائم في حق المدنيين، فلماذا عارضتهم بشدة تشكيل لجنة تحقيق دولية، وعملتم مع السعودية وحلفائها في العدوان على عرقلة إصدار قرار من مجلس حقوق الإنسان العالمي بتشكيل لجنة تحقيق دولية للتحقيق في الجرائم والانتهاكات التي ترتكب في اليمن، والتي طالبت بها مراراً وتكراراً القوى الوطنية، وفي مقدمتها المؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه وأنصار الله وحلفاؤهم، ومؤسسات المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية المحلية؟
يا أشباه الرجال.. أيها الغارقون في وحل العمالة والارتزاق، والمنغمسون في مستنقع الخيانة، والمنبطحون تحت أقدام حكام مملكة وإمارات النفط.. والله إنكم ستحاسبون على كل نفس أزهقت وكل قطرة دم سفكت في أرض اليمن، أمام محكمة الحق والعدل الإلهي في ذلك اليوم الذي لن ينفعكم فيه مال بني سعود ولا أمراء الخليج ولا أموال الدنيا كلها، ولن تنفعكم المناصب والجاه والسلطان، ولن يشفع لكم سلمان وولده محمد وابن أخيه محمد بن نائف ولا محمد بن زايد ولا تميم ولا حمد، فهم سيحاسبون مثلكم في ذلك اليوم، ولن تنفعهم أموالهم ولا سلطانهم ولا أمريكا وبريطانيا وفرنسا وإسرائيل، وسيلعنكم التاريخ والأجيال المتعاقبة على خيانتكم وعمالتكم وتفريطكم بسيادة واستقلال وطنكم وبأرواح ودماء أبناء شعبكم.

أترك تعليقاً

التعليقات