أحلام عبدالكافي

عالمي أصبحَ رهينة سَجّان الحرية... وسفاح البشرية وعدو الإنسانية وشيطانٍ أرعن. عالمي طريقٌ مليء بالأشواك.. رداؤه الوحشية وشعاره الهمجية.. عالمي بائسٌ كشيخٍ أتى عليه الزمن وقسا عليه الدهر، وأصبح يرى الموت من كلِّ جانب.. عالمي كليلٍ أسود حالك الظلمة، عابس الهيئة، يحمل الكربة، وينشر البؤس.
أطفالنا في عالمي أكفانٌ بيضاء، تطايرت إلى السماء كسربٍ من فراشاتٍ صغيرة، أحلامنا في عالمي كسرابٍ في صحراءٍ جرداء قاحلة، آمالنا في عالمي جريمةٌ شنعاء يعاقب عليها قانون غاب عالم السلام..
أية مهزلة يراد بها في هذا اليوم العالمي للسلام؟ عن أي عالمٍ يتحدث هؤلاء.. بل أي سلام ينشده صنّاع الّدمار..! حتماً إنه عالم لا أعيش فيه، عالمٌ ذو سورٍ عالٍ وجسر منيع.. قد شيّدوا أركانه وأسسوا بنيانه على أكوام من جثث عالمي أنا.
عالمي طفلٌ يتعالى صراخه جوعاً وسط رفاهية عالم السّلام، بل عالمي جسدٌ مذبوح في كل ركنٍ، ودمٌ يُسفك في كل وادٍ. عالمي بيتٌ يقصف وصاروخٌ يقذف... عالمي أمٌّ ثكلى وأبٌ جريح وشابٌّ صريع ووحشٌ مريع.. عالمي رجلٌ أبكم وأصم لا ينطق خيراً ولا يكفينا شراً.
فلا سلامٌ في عالمي ولا أمانٌ في مخدعي.. دعوا عنّي أحاديث صاغها إله الشر، وحذفني من قواميسها، دعوا عنّي أكاذيب لم أجد لها في واقعي منهاجاً ولا دستوراً.. دعوا عني زيف منطقكم ومكر هيئتكم وخبث شيطانكم... عالمي أنتم سواده وظلمته، وأنتم دماره وتهمتُه، عالمي أنتم شراره وأرباب قاتله، دعوني وشأني في عالمي، فحتماً سيأتي ذلك اليوم الذي ينتصر فيه عالمي على عالم السّلام المزعوم، ليحلَّ محله سلام عالمٍ لأرباب السّلام الحقيقي.

أترك تعليقاً

التعليقات