# سلم_نفسك_ياسعودي_أنت_محاصر
 

زياد السالمي

كوضع حدود التماس الذي ينبغي علينا السير بحذرٍ فيه، لا مكان للتردد أو التهاون.. 
فإما أن نضع حداً حتى لا نقع في وحل الهزيمة، أو نقبل بانكسار هويتنا وضياع كينونتنا، وهذا الخيار الأخير ما لا أستشرفه من تطلعات قوى الثورة باعتبار الانتصار متعاضد المقومات والمعطيات، وصولاً إلى تشكيل لوحة مكتملة يزهو بها الوطن سواءً بسواء مادية ومعنوية تتواثب فيها الملاحم البطولية مع بناء العقل والتفكير، أملاً بغدٍ تتجلى فيه الإرادة الوطنية الخالية من الشوائب والعوالق اللزجة كتراكمات جراء التهاون والانصياع للأنانية والمصالح الضيقة، حتى لا نأسف بعد على الانشغال عن ذلك، فالاهتمام في المعركة ليس فقط اهتماماً بالميدان بقدر ما هو اهتمام بالوعي الجمعي. 
نأمل ألا تنهار تطلعاتنا وتقف حائرة أمام سلاسة ومراوغة هذه التنظيمات العميلة، التي تتستر على الكثير من أعداء الوطن.. 
من الحتميات الوطنية الآمرة، كذلك من متطلبات الأحداث، (الفنقلة) وتصفية العث من السمين، لتصبح التربة والتضاريس خامةً وطنية نقية نقاء دماء الشهداء الذين وهبوها انتصاراً وتكريماً وتشريفاً للسيادة والكرامة والحياة. 
لقد تأخرنا كثيراً عن تصفية هذه الفقاعات. وها هي اليوم أكثر بشاعة وتشويهاً لأحلام السبتمبريين. فإلى متى سنتهاون مع هذه الأوكار الأشد فتكاً من الرصاص الحي، بل أعمق ضرراً وأطول تأثيراً. 
لقد حان الالتفات إلى هذه الأوكار التي تخفي نعومتها أنياباً سامة تلدغ العقول الطامحة بالرفد، فتصيبها بالتضعضع والهزيمة. 
ثقافة الهزيمة هي أشد من الهزيمة؛ والانتصار عليها يعني الرقي والانطلاق نحو الأمل المنشود المرسخ بالدماء الطاهرة المبذولة للعزة والمجد والشرف دفاعاً عن الوطن وعن سيادته وإرادة شعبه وكرامة أبنائه. 
لا يسعني بالأخير إلا الإشادة بدور الجبهات الوطنية المواجهة للعدوان، للدور الذي تقدمه، مبدياً اعتزازي وامتناني لما تقوم به مع محدودية الظروف. 
وأوجه رسالة للجهات المعنية، التعامل بصرامة لإغلاق هذه الأقنية التي تقوم بالتدجين كل يوم؛ احتراماً لتطلعات ثورة الـ21 من سبتمبر، ولدماء الشهداء التي لا تزال حرارتها تلامس كل قلب فقد ولداً أو أخاً أو أباً أو زوجاً أو معيلاً.

أترك تعليقاً

التعليقات