شُبَّابَة
 

عبده سعيد قاسم

ظهور العدوان ومواليه بمظهر المتفاجئ المصدوم بالاتفاق الذي تم بين المؤتمر وحركة أنصار الله وحلفائهما، ليس سوى كذبة أخرى وخداع سافر يضاف إلى سجلهم الزاخر بالخداع والأكاذيب، وتضرع إلى مجلس الأمن لاستصدار بيان تنديد أو قرار جديد يمنحهم فرصاً أخرى لاستمرار العدوان وقتل أبناء الشعب اليمني، وهدم ما تبقى من مكتسباته التي أوغلت آلة العدوان في تدميرها دون أن يرف رمش للمجتمع الدولي وهيئاته التي تبيع قراراتها في مزاد النفط مثل أي مرتزق وضيع. 
كيف تفاجأوا بهذا الاتفاق وهم من قبل العدوان بفترة طويلة يزعمون ويصمون مسامع الدنيا بقولهم إن عفاش والمؤتمر والجيش هم من عبدوا الطرق أمام الحوثيين لدخول عمران وصنعاء، وانتشارهم في بقية المحافظات والمناطق التي استطاعوا الوصول إليها؟! 
وأنه لولا ذلك التسهيل والعون الذي قدمه عفاش والمؤتمر والجيش العائلي، لما استطاع أنصار الله حتى الخروج من صعدة، وأن هناك تحالفاً عميقاً وثيقاً؟! 
ثم وعندما أعلن الاتفاق بين المؤتمر وحركة أنصار الله وحلفائهما، ظهر هؤلاء بمظهر المتفاجئ المصدوم، لأنهم كانوا يتوقعون حدثاً مغايراً يمنحهم فرصة أخيرة لصناعة انتصار في اليمن.
كانوا يراهنون على نشوء خلافات بين المؤتمر وأنصار الله، وينتظرون ساعة إعلان الحرب والقتال بينهما، وليس إعلان الاتفاق.
إن هذا الاتفاق الذي بتوقيعه خابت آمالهم، وسقطت رهاناتهم، جعلهم يفقدون قدرتهم على تقبل الأمر، فارتبكوا وراحوا يستصدرون بيانات تنديد من مجلس الأمن الذي أصبح مثل (سوبر ماركت) لبيع القرارات في سوق النفط، بوضاعة وخسة. 
ظن تحالف العدوان أنه قد أسال لعاب موسكو بقول السعودية إنها ستمنح روسيا نصيباً كبيراً في الشرق الأوسط، وكأن هذا الشرق الأوسط أصبح جزءاً مما تمتلكه السعودية، وستوزعه حصصاً وأنصبة لمن يقف معها في عدوانها الفاجر على الشعب اليمني، ويبارك تدخلها التخريبي في سوريا.
هكذا أمراء النفط يخالون أن العالم صار خادماً طيعاً لرغباتهم العدوانية.

أترك تعليقاً

التعليقات