من يرفض وقف نزيف الدم في تعز؟!
 

محمد عبده سفيان

مبادرات عدة فشلت لوقف نزيف الدم والدمار والخراب في مدينة تعز وبقية المديريات التي تشهد مواجهات مسلحة بين الجيش واللجان الشعبية وبين الفصائل المسلحة التابعة لحزب الإصلاح وشركائه من الاشتراكيين والتنظيم الوحدوي الناصري والجماعات السلفية المتطرفة وكتائب حسم وتنظيمي القاعدة وداعش وأنصار الشريعة الموالية لحكام مملكة بني سعود وإمارات الخليج المشاركة في العدوان على وطننا وشعبنا اليمني، سواء تلك المبادرات التي تقدمت بها السلطة المحلية، أو من قبل المشائخ والشخصيات الاجتماعية والسياسية والعلماء والمثقفين ومنظمات المجتمع المدني، منها المبادرة التي تبناها الإخوة محافظا تعز السابقان  الأستاذ حمود خالد الصوفي والأستاذ شوقي أحمد هائل سعيد، وعضوا مجلس النواب الشيخ سلطان سعيد البركاني والشيخ سلطان أحمد عبدالرب السامعي، والسفير الدكتور عبدالولي الشميري، والبرلماني السابق الشيخ عبد الولي العامري، في 15 يوليو 2015م، ووافق عليها أنصار الله في 10 أغسطس 2015م.  
وقبلها المبادرة التي تبناها مشائخ ووجهاء المحافظة، والتي تضمنت عدداً من البنود، من أهمها خروج جميع المليشيات المسلحة ـ دون استثناء ـ من مدينة تعز، وعودتها للمناطق التي قدمت منها، ونقل اللواء 35 مدرع الى باب المندب، واستبداله باللواء 117، ونقل اللواء 22 مدرع (حرس جمهوري سابقاً) الى إب، واستبداله باللواء الذي في إب، وعودة قوات الأمن الخاصة (الأمن المركزي سابقاً) التي نزلت من صنعاء، الى معسكرها في العاصمة، وإبقاء الضباط والصف والأفراد من أبناء محافظة تعز، وقيام السلطة المحلية وكافة الأجهزة التنفيذية والقضائية والأمنية بكافة المهام المنوطة بها وفقاً للدستور وقانون السلطة المحلية والقوانين النافذة، دون تدخل من قبل اللجنة الثورية أو الأحزاب والتنظيمات والمكونات السياسية أو أية جهة، ودعم قيادة السلطة المحلية في استعادة الأمن والاستقرار وتطبيع الأوضاع العامة من قبل المشائخ والوجهاء والشخصيات الاجتماعية والأحزاب، ويساهم كل شيخ من مشائخ المحافظة بإيجاد 50 شخصاً لحفظ الأمن والاستقرار في مدينة تعز، بحيث تقسم أحياء وحارات المدينة الى مربعات، وتتولى الشرطة العسكرية وشرطة النجدة مسؤولية الأمن في مداخل المدينة والمنشآت الحكومية.
وتمت الموافقة من قبل أنصار الله على هذه المبادرة، وتم تسليمها للشيخ حمود سعيد المخلافي للتوقيع عليها من قبله ومن قيادات حزب الإصلاح وشركائه، ولكنهم اشترطوا أن يتم التوقيع عليها من السيد عبدالملك الحوثي شخصياً، فتوجه وفد من  مشائخ تعز الى صعدة، وقابلوا السيد عبدالملك الحوثي، وسلموه المبادرة، وأبلغوه أن الطرف الآخر طلبوا توقيعه شخصياً عليها، فكان رده عليهم: ونحن لانخرج على ما اتفق عليه مشائخ تعز. ووقع على المبادرة، فعادوا الى تعز وسلموها للشيخ حمود للتوقيع عليها، فتفاجأوا برده عليهم: (لقد خرج الأمر من أيدينا، وسوف يتم قصفنا بالطيران)؟!
وقد أكد المخلافي في لقاء له مع قناة (الجزيرة)، أنه رفض مبادرة قدمت إليه من الحوثيين، في يونيو 2015م، تضمنت انسحابهم وتسليم المحافظة للسلطة المحلية.. وأعلن من محافظة مأرب، في شهر أبريل الماضي، وعبر قناة (الحزيرة)، أنه لا يعترف بأية هدنة أو حوار، وأن المفاوضات التي ستحتضنها الكويت لإحلال السلام في اليمن لا تعني المقاومة في تعز، وأنه لا سلام مع الحوثيين، وأن السلاح هو الحل.. وقال بالحرف الواحد، وهو يرفع سلاحه بيده: (نحن بالنسبة لهدن وحوار لا يمكن لا يمكن.. نحن قلنا سنحتفل في جبال مران، وسنفي بوعودنا)..
فسأله مراسل القناة: (وإن جنحوا للسلم؟).. فرد عليه قائلاً: (وإن جنحوا للسلم فليذهبوا الى قم).. وهتف: (الله أكبر ولله الحمد).
هنا يتضح لأبناء تعز وأبناء اليمن بشكل عام، وللعالم أجمع، من هو الطرف الذي رفض الجنوح للسلم، ووقف نزيف الدم والخراب والدمار في تعز.. ومن الذي رفض حوار العقول ولغة المنطق، وأصر على أن يكون الحوار بالرشاشات والمدافع والدبابات والصواريخ، مستقوياً بأموال وأسلحة ودبابات ومدرعات وطائرات وبوارج وسفن وزوارق السعودية وإمارات الخليج، والقوات التي تم حشدها من الدول المشاركة في تحالف العدوان والمرتزقة الأجانب لاحتلال اليمن.. والنتيجة ما حدث وما يزال يحدث في تعز من إزهاق للأرواح البريئة وسفك للدماء الزكية وجرائم حرب وإبادة جماعية، كما حدث لآل الرميمة في مديرية مشرعة وحدنان، العام الماضي، وما حدث لآل الجنيد في مديرية صبر الموادم، وخصوصاً الأسبوع الماضي، وما حدث وما يزال يحدث من دمار شامل طال منازل المواطنين والمحال التجارية والمنشآت العامة والخاصة التعليمية والخدمية والصحية، وما حدث ومازال يحدث من نهب للمنازل والمؤسسات العامة والخاصة، وتشريد وتهجير قسري للمواطنين من منازلهم، وخصوصاً من مدينة تعز ومديريات صبر الثلاث (الموادم، والمسراخ، ومشرعة وحدنان).

أترك تعليقاً

التعليقات