شبابة
 

عبده سعيد قاسم

سقطرى أغنية يمنية ابتكرتها السماء، وغناها التاريخ بابتهاج أدهش الدنيا. اليوم وفي هذا الظرف المرتبك، سطا عليها قراصنة الأغاني ولصوص التاريخ، ليزينوا بجمالها الأخضر البديع الفريد، قبحهم وأوطانهم الرملية القاحلة.
كعادتهم يسرقون أغانينا، ويدعون بوقاحة وسفالة أنها أغنياتهم، وأنها من إبداعاتهم. إنهم لا يجيدون شيئاً في الحياة سوى تبذير أموال النفط وسرقة ممتلكات الآخرين والسطو على الأغاني. ما يضاعف الوجع في القلب ويزيد من طعم المرارة أن سرقة الإماراتيين لجزيرة سقطرى جرت بتواطؤ ومباركة من سماسرة الأوطان وقوادي هذا الزمن الوضيع العاهر.
إن حكام الإمارات وبقية الأنظمة من متعهدي احتفالات وكرنفالات تدمير الأوطان وقتل الناس والتوسع على حساب الشعوب، لا يدركون أن الأرض اليمنية لا تعيش ولا تتذوق الحياة إلا إذا كانت حياة مصبوغة بلون التاريخ الحميري، ولا تفضي بأسرارها إلا لفلاح بشرته بلون التراب، ووجهه خارطة لتضاريس هذا الوطن الضارب في أعماق التاريخ حضارةً وأنفةً وعزةً.
سقطرى ليست كثبان رمل تجثو على مخزون كبير من النفط ينفجر فجأة ويضخ المليارات في خزائن رعاة الإبل الذين لم يجدوا سبلاً لتصريف هذه المليارات سوى تسخيرها لإثارة الفتن وشن الحروب على الشعوب في أوطانها، وتغذية الصراعات البينية تحت يافطات منتقاة بدقة أمريكية، ووفقاً لمقتضيات العلاقة مع الكيان الإسرائيلي.
سقطرى جزيرة يمنية راكمتها الطبيعة، وأبدع الله بهندسة جمالها الحميري الأخاذ، ستطردكم حتماً، وستلفظكم أحجارها وأشجارها، وستطرد وتلفظ معكم من ترابها من تواطأ معكم من أبناء اليمن العاقين العصاة.
لستم أهلاً لها أيها القادمون من اصفرار الرمل القاحل ويباب التاريخ، فهي أغنية يمنية أبدعتها السماء، والسطو عليها ليس سهلاً، ولا يشبه سطوكم على بقية الأغاني اليمنية.
سقطرى ملك هذا الشعب الذي في قرارة نفسه وجرحه يتوعدكم، ويعاهد نفسه وتاريخه أنه سيستعيد أغاني عمر غلاب ومحمد سعد عبدالله ومحمد عبده زيدي، وسواها مما تطاولتم عليه وسرقتموه من تراثه.
أما جزيرة سقطرى فلن تستطيعوا إعادة عزفها ولا تفصيلها على مقاس تقزمكم.
إنها يمنية النشأة والمولد، وسماوية القسمات والمعنى. 

أترك تعليقاً

التعليقات