جبهة الكويت إلى أين؟!
 

أحلام عبدالكافي

لاشك أن جلوس الوفد الوطني مع أيادي العدوان من القتلة والخونة، على طاولة واحدة، يعد جبهة في حد ذاته... ذلك أن محاولة الوصول لوقف العدوان الغاشم على اليمن، مع من ماتت إنسانيتهم ودفنت ضمائرهم في أغوار جرائمهم الوحشية، هي التي جعلت مسألة توصل وفدنا الوطني لحل مع تلك العصابات الإرهابية، جبهة تحتاج لاستخدام أقوى الأساليب وأعتى أسلحة التصبر.
إن محاولة مجاراة من تعودوا أن يكونوا مجرد أدوات وعملاء لأعداء أوطانهم، تسفك الدماء وتعيث الخراب، لهو الجهاد بعينه... إن وفد الرياض القابع في دهاليز مشاورات الكويت، يستخدم كل أساليب المكر والخداع لتمرير أجندات أسيادهم، ويستخدم كل الأكاذيب والزيف وكل الادعاءات المضللة التي يمارسها على كل الأطراف المشاركة في حل القضية اليمنية؛ ناهيك عن تنصّلهم الفاضح من المطالب الوطنية، بكونهم أراجوزات يتم تحريكها لعدم حضور جلسات التشاور في فض القضايا العالقة بالشأن اليمني تارة، والبحث عن عراقيل مفتعلة تارة أخرى. 
ما يدعو للشفقة على مرتزقة الرياض فعلاً، هو أنهم يعيشون حالة من التخبط الهستيري لمجرد شعورهم بأن الرياض تستخدمهم كورقة أخيرة في هذه المشاورات، وطعماً بعد إدراك مملكة الشر مغبة الانزلاق الخطير حين غاصت في رمال الحرب على اليمن... ولعل ذلك الشعور المهين في نفوس المرتزقة هو ما يجعلهم اليوم يتصرفون بذلك الانحطاط، خصوصاً بعد تجلي مطالبهم، وظهورها على السطح، تلك التي لا تنم إلا عن رغبة بالعودة للسلطة فقط، بعد أن أدركوا أنه لم يعد لهم أي مكان في الرياض في حالة التوصل لحل سياسي... وذلك ما يظهر واضحاً في محاولتهم إفشال سير المشاورات باستمرار، وأنه لا هم لهم سوى تنفيذ رغبة أجندة العدوان، وأنهم ليسوا معنيين البتة بمطالب الشعب اليمني في وقف العدوان ورفع الحصار عليه. 
على ما يبدو أن المشاورات في الكويت ستطول، وهذا ما عبر عنه بصريح العبارة ولد الشيخ في مؤتمر صحفي، حين قال إن سقف المشاورات غير محدد، حيث إن العدوان بتلك الجبهة المفتوحة في الكويت لا يريد حلاً لصالح الشعب اليمني، وإنما يريد حلاً يرضي المملكة ومن ورائها أمريكا. ولربما أن هذه الجبهة المفتوحة حالها كحال تلك الجبهات في تعز ومأرب ونهم، والتي ستظل في مدٍّ وجزر وشدٍّ وجذب، حتى يأتي الرد من فوهات البنادق ومن رجال الرجال ومن صواريخنا الباليستية التي وجدت في طريقها هذا المنفذ الوحيد لتحقيق أكبر النتائج لصالح الوطن، وهو ما له الأثر في كبح جماح كل المراوغين في حوار الكويت.

أترك تعليقاً

التعليقات