عقيق
 

مهدي علواني المشولي

(لكل داء دواء يستطب به.. إلا الحماقة أعيت من يداويها).
وحماقة مسوخ الخليج ليس لها دواء، وقد أعيت كل محيطهم.
لقد كان بإمكانهم أن يظلوا إلى وقت محدود، في منأى عن غضب شعوبهم ومحيطهم العربي، لولا حماقاتهم وغرورهم واستكبارهم وعنجهيتهم البدوية في استعداء هذه الشعوب وهذا المحيط.
وكان بإمكانهم أن يظلوا على عروشهم الخاوية طبعاً، والمحمية بصولجان دول الغرب الكبرى، إلى حين تنتهي مصالحها بهذه العروش والكيانات المؤقتة. 
لكنهم حمقى، وأوغلوا في الحماقة عندما ظنوا أنهم بالثروة سيسودون العالم، وبالمال سيتسيدون على أمة الضاد ويستبدون بها. وتناسوا بغباء أن المال وسيلة وليس غاية، والثروة قيمة مستقبلية لامعنى لها إذا لم توظف من أجل الغد الآتي، ويتم استغلالها للوصول إلى غايات أكبر منها، وتحقيق أهداف أنبل من قيمتها.
ذلك ما لم يدركه، ولن يدركه مسوخ النفط في الخليج..
قريباً ستنضب آبار الجزيرة، أو يصبح نفط صحاراها غوراً، بل لا نستبعد خلال العقد القادم أن يفقد قيمته، ويعود إلى حالته الأولى قاراً أسود لامعنى له ولا فائدة.. وكل المؤشرات تؤكد وتتنبأ بذلك. 
غداً ستذوب مدن الملح في مياه الخليج، وتغدو أبراج ومدن النخيل على أطراف شواطئه وجزره الاصطناعية في دبي أو في المنامة، في الرياض أو الدوحة، محض أطلال ومأوى للبوم ولنعيق غربان الجزيرة، أو بالكثير محطات استراحة لرعيانها، وزرائب لشياه عربان وبعران بدو أطرافها.
غداً سيندم مسوخ الخليج على فرص أضاعتها غباوتهم، وعلى ثروة أهدرها جهلهم.. وغداً سيندمون أكثر على عداوة صنعتها حماقاتهم بين شعوب وقبائل جزيرة العرب، وعلى امتداد المحيط العربي والإقليمي، طيلة قرن من الزمان، لم يسلم أحد من أذى تدخلاتهم واستكبارهم.
وغداً سيكون ندمهم الأكبر على أكبر حماقة ارتكبوها في تاريخ حماقاتهم، بحق بلد جار، لا لعداوتهم له فقط، ولكن لعدوانهم عليه، والذي نادمين سيدفعون ثمنه، حينما لاينفع الحمقى الندم.

أترك تعليقاً

التعليقات