معركة إحلال السلام في اليمن
 

محمد عبده سفيان

تواصلت خلال الأيام الماضية في العاصمة الكويتية المشاورات الخاصة بشأن إنهاء العدوان البربري الغاشم الذي تشنه المملكة السعودية وحلفاؤها من أنظمة الشر العربي والعالمي، على وطننا وشعبنا اليمني، وإنهاء الحرب العبثية التي تدور رحاها في عدد من محافظات وطننا الحبيب، منذ مارس 2015م، وإحلال السلام والأمن والاستقرار في ربوع اليمن، برعاية الأمم المتحدة، وقد بذلت جهود كبيرة من قبل ممثل الأمين العام للأمم المتحدة إلى بلادنا إسماعيل ولد الشيخ، وقيادة دولة الكويت ممثلة بصاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، في تذليل العقبات التي كادت أن تعصف بالمفاوضات حتى قبل انعقادها، بسبب عدم الالتزام من قبل تحالف العدوان وحكومة هادي في الرياض، بتثبيت وقف إطلاق النار، حيث استمر طيران العدوان في التحليق فوق أجواء بلادنا وشن الغارات في أكثر من منطقة، وكذا إرسال العتاد العسكري ومختلف أنواع الأسلحة للمليشيات الموالية للسعودية وشركائها في تحالف العدوان، والتي لم تلتزم بتثبيت الهدنة الأممية، ووقف إطلاق النار، وواصلت شن هجماتها على مواقع الجيش واللجان الشعبية في مختلف الجبهات.
عدم الالتزام بوقف إطلاق النار من قبل السعودية وحكومة هادي في الرياض والمليشيات الموالية لهم، أدى إلى عدم انعقاد المشاورات في موعدها الذي كان حدد يوم الاثنين 18 أبريل المنصرم، وتأجلت حتى مساء الخميس 21 أبريل، حيث رفض وفد القوى الوطنية مغادرة العاصمة صنعاء إلا بعد الالتزام بتنفيذ وقف إطلاق النار، ورغم الضمانات التي قدمها ممثل الأمين العام للأمم المتحدة لوفد القوى الوطنية، والتي بموجبها غادر الوفد صنعاء متوجهاً إلى العاصمة العمانية مسقط، ومنها إلى الكويت، وخاض الوفد المكون من ممثلي المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله، معركة سياسية كبيرة مع ممثل الأمين العام للأمم المتحدة ووفد حكومة هادي القادم من العاصمة السعودية الرياض، بشأن تثبيت وقف إطلاق النار، كشرط أساسي لاستمرار المشاورات التي كادت أن تفشل في اليوم الرابع من انعقادها، بسبب عدم التزام السعودية وحكومة هادي والمليشيات الموالية لهم بتثبيت وقف إطلاق النار، فتم التحرك من قبل الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، عبر سفرائها في الكويت الذين عقدوا لقاءين منفصلين، الاثنين الماضي، مع وفد القوى الوطنية ووفد الرياض، حيث أكد السفراء دعمهم لوقف إطلاق النار، وكل الخطوات التي من شأنها الدفع بالمشاورات نحو الأمام. وبناء على ذلك حدث انفراج بدد الغيوم التي كانت مخيمة على أجواء المشاورات نتيجة الموقف الرافض من قبل وفد الرياض لتثبيت وقف إطلاق النار وتشكيل حكومة وحدة وطنية تكون وعاء لمخرجات مباحثات السلام اليمنية في الكويت، فيما تمسك وفد القوى الوطنية بضرورة وقف الحرب أولاً، والحوار حول تشكيل حكومة وحدة وطنية انتقالية من مختلف الأطراف، تشرف على تنفيذ بنود الاتفاق، وعلى رأسها تسليم السلاح الثقيل لدى كافة المليشيات، وهو ما قوبل بالرفض من قبل وفد الرياض الذي أصر على أن يتم تسليم السلاح لحكومة هادي التي يرأسها أحمد عبيد بن دغر في الرياض!
أجزم بأن مشاورات الكويت بين الأطراف اليمنية المتنازعة فرصة تاريخية لإحلال السلام في يمن الإيمان والحكمة، وحقن دماء اليمنيين، واستعادة الأمن والاستقرار والسلم الاجتماعي واللحمة الوطنية، ولذلك فإنه يتوجب على كل أبناء الشعب اليمني الضغط بقوة لدعم جهود خيار السلام، لأنه لا يوجد خيار آخر غير السلام سوى الحرب والدمار والخراب والتشرذم والانقسام والتفريط بسيادة الوطن واستقلاله.
تحية لوفد القوى الوطنية الذي خاض منذ اللحظة الأولى لتشكيله معركة إحلال السلام في وطنهم ولشعبهم اليمني، والخزي والعار لتجار الحروب الذين يقبضون ثمن سفك دماء اليمنيين وإزهاق أرواحهم وتدمير مقدراتهم، وثمن التفريط بسيادة واستقلال وطنهم، دراهم معدودة من المال المدنس.

أترك تعليقاً

التعليقات