شُبَّابَة
 

عبده سعيد قاسم

أصوات نشاز تطل من بعض النوافذ الإعلامية، تجتر ماضي الخصومات وتتقيؤها أسافين في جدران اللحمة الوطنية القائمة بين المؤتمر الشعبي العام وحركة أنصار الله، هذه اللحمة التي فرضتها ضرورة التصدي للعدوان السعودي وتحالفه الغاشم. 
وإنني كمواطن يسوؤه أن تتراكم هذه الأصوات، وتتحول الى تصدعات ينفذ العدوان من خلالها، ويحقق ما عجز عن تحقيقه خلال عام من العدوان الهمجي الفاجر.. أثق أيضاً كمواطن بحكمة قيادة المؤتمر الشعبي العام، ومقدرتها على فرز أولويات المعركة، وأين يجب أن يقف الجميع في هذا الظرف العصيب. 
وكذلك قيادة حركة أنصار الله، فهي الأخرى تعرف أولويات المعركة، ومن هو الخصم والعدو الذي يجب مواجهته والتصدي له. 
المؤتمر وأنصار الله يتحملون الآن المسؤولية أمام الشعب والتاريخ في توحيد الصف، والوقوف في نسق واحد لصد العدوان ودحره، فقد سالت دماء كثيرة تستحق من الجميع احترامها، وعدم الانجرار خلف مناكفات غبية لن تخدم سوى المعتدين، وتخدش نضارة الصمود الملحمي الأسطوري الذي سطرته أيادي الجيش واللجان بالدماء الطاهرة، في مختلف مواقع المواجهة. 
إن كل كلمة يتخرص بها هؤلاء الذين لا يجيدون سوى بث أسباب التنابز والتمزق، هي أخطر من صواريخ الإف١٦، فاصمتوا بربكم، ولا تزيدوا فتق جراح جديدة في جسد هذا الوطن الجريح الدامي. لستم أنتم من يمنح صكوك الوطنية.. تباً لكم.
الكلمة الأولى اليوم هي للجندي ولعضو اللجنة الشعبية الذي حمل روحه بكفه وبندقيته، وذهب هناك يذود بروحه ودمه عن حياض الوطن، ويصد جحافل الغزو.. فلهم المجد، وعليهم السلام.
أما أنتم أيها المتخرصون، لستم سوى فتات من بقايا فوضى الربيع المشؤوم، نساكم التاريخ في شرانق الغباء.
سيبقى المؤتمر والأنصار قلاعاً وطنية حصينة تتحطم على أسوارها السبئية العملاقة، كل محاولات الدجل والاختراق. 
ولا عزاء لكم..

أترك تعليقاً

التعليقات