شُبَّابَة
 

عبده سعيد قاسم

يبقى العدوان جريمة مهما تعددت يافطاته واختلفت ذرائعه، ولا تشرعنه حجج مرتكبيه، ولا تبرره ادعاءات دوافعه، وتوقفه لا يعفي مرتكبه من مسؤولية نتائجه وإقدامه على ارتكابه.
فالعدوان لا يقاس ولا يُعرّف بما يطرحه ويسوّقه مرتكبه من الحجج والمبررات، ولكنه يقاس بأعداد ضحاياه، وبحجم ما يحدثه من دمار في البلد المعتدى عليه. 
فماذا بعد عام كامل من مباشرة واستمرار العدوان السعودي الأمريكي على بلادنا، وانتهاك حرمة الأرض وحياة الناس، وتدمير البنى التحتية لدولة مستقلة وشعب لم يعتدِ على أحد، ولم يمثل خطراً على أحد؟
فقط ذنبه الوحيد أن أقدار السماء ومفارقات الطبيعة وضعته في جوار جغرافي مع كيانات مستقوية بالمال، ومسكونة بأطماع التوسع والرغبات الجامحة في استتباع الشعوب المجاورة وفرض الإملاءات عليها، والتدخل في تفاصيل حياتها، والاعتداء عليها بالقتل والدمار إن استأنست في وجدانها الجمعي الرغبة باستقلال قرارها عن الوصاية والإملاءات والتبعية المذلة، ورسخ الإيمان في أعماقها بحقها في ممارسة وجودها وفقاً لطموحها الإنساني، وحلمها بالعدل والحريّة وبناء توجهاتها بما تمليه الضرورات الوطنية النقية من شوائب التدخل الخارجي، وبعيداً عن هيمنة هذه الكيانات التي اختلطت في ذهنها وفرة المال بالغباء السياسي المركب وعمى التطرّف الديني، فأنتجت لديها غروراً تجسده دائماً في ممارسة العدوان، واقتطاع المساحات الشاسعة من أراضي الشعوب المجاورة، والتدخل في أصغر التفاصيل وكبيرها في حياة وشؤون الغير البعيد والجار القريب، معتبرة أن امتلاكها المال الوفير يمنحها سلطة التحكم ورسم وتحديد مسارات حركة حياة الشعوب المجاورة في المساحات، التي تحددها الرغبات التوسعية لهذه الكيانات فقط، وأنه ليس من حق أي شعب أوقعته لعنة الطبيعة معها في نطاق جغرافي متصل، أن يتجاوز ما تمليه وما تحدده.
تلك هي بعض حيثيات العدوان ودوافع مرتكبيه، وكل ما رفع من يافطات وما سيق من حجج ومبررات ليست سوى أباطيل لم تصمد أمام حقيقة المرامي والأهداف المستترة، وتصدي وصمود الشعب اليمني العصي على الهزيمة والانكسار.

أترك تعليقاً

التعليقات