أحلام عبدالكافي

لقد كان وعد بلفور المشؤوم هدية بريطانيا لإسرائيل بتمكينها من الأراضي الفلسطينية، وكان هو الشوكة المسمومة التي تعاني منها الأمة العربية والإسلامية حتى يومنا هذا، ثم أتت مملكة الشر ليبدو لنا مؤخراً أنها ربما قطعت وعداً لإسرائيل بتمكينها من الأراضي اليمنية، بالذات في محافظة تعز، عبر وعودها التي تنشرها وتكشف عنها منذ بداية العدوان وحتى اليوم، الكثير من الصحف الغربية، وتداولتها عبر وسائلها الإعلامية، وترجمتها على أرض الواقع محاولات العدوان السيطرة على باب المندب باحتلال المخا.
وهنا جدير ذكر ما كشفه موقع (سنشري توينتي ون واير) الأميركي، قبل أشهر قليلة، في تقريره، أن الجنرال غادي أيزنكوت، رئيس الأركان العامة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، عقد لقاء في العاصمة الأردنية عمان، مع السفير الأردني وزميله السعودي خالد بن فيصل بن تركي، بخصوص الشأن اليمني، وذكر بصريح العبارة أن السعودية وافقت على منح إسرائيل قاعدة جوية في تعز مقابل تزويدها بخبرات في عدوانها على اليمن.
ما تقوم به المقاولة في تعز من أعمال إجرامية وتخريبية، هي مؤامرة باسم الوطنية على مدى عامين كاملين من التواطؤ والعمالة، والتي خلفت العديد من الجرحى والشهداء، وشردت آلاف المواطنين من سكان تعز، ناهيك عن أعمال السلب والنهب التي تقوم بها تلك العصابات الإرهابية التي تتلقى المال السعودي الذي يتدفق عليها لهلاك المحافظة. أما عن الأسلحة أو العتاد الذي تتلقفه تلك الأيادي الآثمة التي يقوم العدوان بتمويلها باستمرار، فحدث ولا حرج عن حجم المؤامرة الخطيرة التي يراد منها تهجير وهلاك سكان تعز، تمهيداً لنشر الفوضى، وتمكين المقاولة من السيطرة على تعز، تمهيداً لتسليمها للقوات السعوصهيونية، ولعل الغطاء قد كشف مؤخراً بتلك اللقاءات الأخيرة التي ازدادت وتيرتها وعلناً أمام العالم بين السعودية وإسرائيل، لتكشف بوضوح الرغبة السعودية بتسليم قاعدة تعز الجوية لإسرائيل تمهيداً للسيطرة على باب المندب.
تأتي هذه الأماني الصهيونية تنفيذاً لكل ذلك العدوان المنهال على اليمن، ومشاركة قواتها بشكل مباشر بالعمليات العسكرية، سواءً أكانت عبر الطيران بالقصف اليومي، أو عبر قيادات وضباط إسرائيليين مشرفين في الجبهات القتالية المفتوحة في جميع الجبهات الداخلية في الوطن، وذلك ما كان يظهر جلياً في تصريحات قيادات إسرائيلية عن أهمية باب المندب بالنسبة للأطماع الصهيونية، حيث تحدث وزير الحرب بأن باب المندب يشكل خطراً على إسرائيل. كان حديثه هذا تمهيداً لما يحدث اليوم من تطورات على الساحة في تعز.
حقيقة، ليس غريباً ما تقوم به مملكة الشر بالتصرف في الأراضي اليمنية الحرة، وإهدائها للكيان الصهيوني الغاصب، فمن يقصف ويدمر اليمن بأمر إسرائيلي أمريكي، هو يريد بحربه هذه حتماً احتلال اليمن وتقسيم أراضيه ونهب ثرواته، وما يحصل من محاولة احتلال باب المندب من خلال تلك الغارات الهستيرية والمكثفة على المخا، وإن تستر ذلك العدوان كثيراً تحت مسميات كالدفاع عن شرعية رئيس فار، أو محاربة المد الإيراني، أو الدفاع عن السنة النبوية، وكل تلك المبررات التي يسوغها له الشيطان الأكبر، ليس ضد اليمن فحسب، بل إن براثن أياديه الإجرامية ومخططاته الاستيطانية طالت الوطن العربي بأكمله من أقصاه إلى أقصاه، وعاثت في الأرض الفساد بستار ديني مقيت حين نصبت أسرة بني سعود نفسها شرطياً مطيعاً للكيان الصهيوني.. وهي بذلك تثبت للعالم أجمع أن خادم الحرمين ليس إلا عبداً لأعداء الأمة وأشرارها.

أترك تعليقاً

التعليقات