شُبَّابَة
 

عبده سعيد قاسم

هزموا العدوان بصمودهم أمام وحشيته وغروره وغطرسته.
لم تنهزم النفسية اليمنية، ولم تتضعضع أمام همجية العدوان وصمت العالم المنافق الجبان.
فشلت بوارج النفط والـF16 الأمريكية في أن تهز ثقة اليمني الفقير الشجاع بعدالة قضيته وحتمية انتصاره. 
لم يفلح العدوان بإرغامنا على القبول بإملاءاته، والتسليم بأنه على كل شيء قدير..
ولم يستطع أن يسلب اليمني إيمانه بقدسية أرضه، وأنه باستبساله في الدفاع عنها سيهزم العدوان وأذنابه وأسياده. 
إن الانتصارات لا تباع بالسوبر ماركت، ولا يصنعها المال. 
لم تستطع بلاك ووتر وأخواتها أن تهدي للعدوان نصراً على اليمنيين، رغم وحشيتها، ورغم وفرة المال. 
إن هذا المواطن اليمني القابع هنا في إحدى الزوايا النائية بالجزيرة العربية، يعرف جيداً كيف يصد المعتدين ويدحرهم بسلاحه التقليدي البسيط..
فهو يقاتل بإرادة مؤمنة بأنه جزء من هذا التراب، وأن الأرض عرض، وانتهاك الأرض تدنيس للعرض، وأن لا مناص من القتال بفدائية ترى الموت بكرامة حياة، والحياة بلا كرامة موتاً مذلاً.
فسلام على كل أم أنجبت مقاتلاً بطلاً توشح عمره وتمنطق بسلاح الإرادة اليمانية الفاصلة، وذهب يذود الغزاة عن حياض الوطن.
سلام لكل زوجة أعدت الزاد لزوجها المحارب عشية انطلاقه إلى ساحة المواجهات، وخاطت بضفيرتها قميصه المثقوب بطلقة مجرم معتدٍ أثيم.
المجد والخلود لكل شهيد كتب بدمه في متون التراب سورة الصمود وإلياذة الانتصار.
سلام وألف قبلة على جبين كل أب استقبل جثمان ابنه الشهيد، وواراه الثرى، واخضلت لحيته بدموع الفراق، لكنه قال سأدفع ببقية أبنائي إلى ساحة المواجهة، ولن أنكسر..
فالوطن هو الابن الخالد. 
سلام لكل قلم كتب حرفاً في مجابهة المعتدين، ولكل صوت صدح بنشيد الرفض.

أترك تعليقاً

التعليقات