شُبَّابَة
 

عبده سعيد قاسم

تتوالى انتصارات الهارب عبده هادي على اليمن شعباً وأرضاً، بوتيرة حادة، وتتمثل بجريمة بيعه جزيرة سقطرى للإمارات، والسماح للولايات المتحدة الأمريكية ببناء قاعدة عسكرية في جزيرة ميون، لتتمكن أمريكا من السيطرة التامة على مضيق باب المندب، وخنق مجرى الملاحة الدولية.
وأصحاب (شكراً سلمان) أو بعضهم من السذج، لأن جزءاً كبيراً منهم عملاء للخارج من وقت مبكر، ويعرفون جيداً ماذا يريد العدوان، وما هي أهدافه المستترة خلف كم هائل من المغالطات، لكن هناك قطاعاً واسعاً منهم سذج لايزالون يعمهون في السذاجة والغي، ولم يستوعبوا الدرس بعد، ولن يستوعبوه، ومازالوا وسيظلون يعتبرون أن تحالف العدوان بقيادة السعودية ومن خلفها أمريكا، شنوا عدوانهم على الشعب اليمني لعامين كاملين، ومازالوا يعتدون، ليس إلا دعماً لموقف الصحابة المناوئين لتولي الإمام علي بن أبي طالب الخلافة، والراغبين بإبقائها بعهدة الطلقاء من بني أمية، وأن هذا العدوان بما اقترفه بحق الشعب اليمني من جرائم وحشية، ليس إلا انتصاراً لأهل السنة والجماعة، وجهوداً تضامنية غرضها وقف التمدد المجوسي الإيراني الرافضي الذي كما قال أحدهم إن التمدد الإيراني غامض جداً، فهو ـ على حد قوله ـ يُحَسّ ولا يرى، يعني مثل الحب شعور وجداني نحس به ولا نراه.
قال المبصرون المنحازون لوطنهم من ذوي الرؤى الواضحة في اللحظات الأولى للعدوان، إن للعدوان أهدافاً وأطماعاً توسعية أخرى تستهدف السيطرة على اليمن والتحكم بموقعه الجغرافي الاستراتيجي، وإبقاءه تحت الوصاية، وفي قبضة الارتهان للأنظمة العربية المصنعة في واشنطن ولندن، ونهب مقدراته، ولا علاقة له بالصراع البيني مطلقاً إلا بقدر استخدامه لأحد طرفي الصراع المتمثل بالدنبوع وبقية قوى العمالة والارتزاق، كأدوات تبرر للعدوان جرائمه، وتشرعن له أهدافه التي تلحق أفدح الأضرار باليمن واليمنيين، بل بقية الشعوب العربية، بما فيها الشعوب الواقعة تحت حكم الأنظمة المنخرطة في تحالف العدوان.
إن أمريكا وحلفاءها يُعرُّون عملاءهم بطريقة صارخة وسافرة ومهينة، ولا يتركون لهم ولو هامشاً ضيقاً ليبرروا من خلاله حتى لأنفسهم موقفهم الارتهاني وعمالتهم للخارج ومؤازرتهم للعدوان على شعبهم، فهم في الأصل لا يخجلون ولا يتمتعون بذرة شرف ولا يمتلكون ضمائر يعتمد عليها لتؤنبهم على ما يقدمون عليه من ارتكاب خطايا بحق شعبهم. فالفضائح في فقههم دليل شطارتهم، والعمالة دليل وزنهم الثقيل وقدرتهم على التأثير في مجريات الأحداث التي لا يخرجون منها إلا مثقلين بالعار والسقوط الأخلاقي المهين..
للشعب اليمني تجارب تاريخية في التعامل مع الغزاة والمحتلين، تؤكد أنه شعب غير مضياف لتواجد أجنبي من هذا النوع، وأن تكاليف احتلال بقعة ولو صغيرة جداً من أراضيه باهظة، وأنه لم يهنأ بالاستقرار يوماً فيه محتل وغازٍ مهما بلغت قوته وتعاظمت سطوته...

أترك تعليقاً

التعليقات