شُبَّابَة
 

عبده سعيد قاسم

مجلس الأمن الدولي هو الابن الحميم لأسواق البورصة المالية وشركات الاحتكار ومصارف (وول ستريت)، وعلى أساس وصايتها البابوية عليه، هو ينطلق في تعاطيه مع مختلف القضايا الدولية، ولأنه بار بالأوصياء، ويمثل مواقفهم حيال مجمل القضايا، نجده لايرى إلا ما يريدونه أن يراه، ولا ينطق إلا بما يوحون له به.
لذلك تأتي قراراته ودعواته حيال اليمن المعتدى عليه، خادمة لتوجه دول العدوان النفطية ومن يقف خلفها من دول الوصاية والاحتكار، ولم يقف يوماً موقفاً منصفاً، ولم يصدر قراراً يتوخى العدل ومصالح الشعوب الفقيرة التي لا تشغل حيزاً في منظومة الاحتكار، ولا تمتلك كبائن في أسواق البورصة الوحشية.
وتأتي قراراته ودعواته لتكرس الوصاية، وتجبر الشعوب الفقيرة لتبقى وتستمر تحت قبضة الغول النفطي، وتحت الجاهزية لتنفيذ رغبة البيت الأبيض وقصر برمنجهام وسواهما من مراكز صناعة قرارات الاستغلال والهيمنة، وإلا فإن عصا الحرب وسواطيرها ستظل على أعناقها إن حاولت امتلاك قرارها السيادي ورفض الهيمنة والظلم.
لذلك فإن اليمنيين المنحازين للخيارات الوطنية الرافضة للاستعباد والمذلة، لاينتظرون من هذا المجلس المنحاز للعدوان أية نجدة، ولا يتوقعون منه ابتكار مخرج مما يجري، ويعرفون جيداً أنه سيظل يصدر قراراته التي تشرعن لقتل أبناء الشعب اليمني بشكل متتالٍ، وليس في حسابهم أنه سيفيق يوماً من غيبوبة سكرته القذرة، ويضرب على رأس المعتدين بعصاه الدولية؛ عقاباً على ما يرتكبونه من جرائم فاقت كل الجرائم الوحشية في تاريخ الحروب والصراعات الإنسانية، ولن يلزمهم بإيقاف عدوانهم علينا، بل سيصدر من القرارات والدعوات ما يمنحهم أريحية تامة باستمرار همجيتهم.
وليس على اليمنيين غير الاحتكام لصمودهم، ومجابهة العدوان بما يمتلكونه من أسلحة شحيحة وإيمان شاهق بعدالة مقاومتهم للعدوان ومنازلته حتى يثوب إلى عقله إن كان له عقل أصلاً.
يعرف اليمنيون أن ثمن الاستقلال من الوصاية، وثمن امتلاك القرار الوطني، فادح وباهظ، لكن هذا قدرهم، وهذه أرضهم التي تستحق منهم التضحية والفداء، أما من التحقوا بركب العدوان فلن يمنحهم مجلس الأمن وطناً معافى، ولن يوليهم الحكم على شعب دفع قوافل من أبنائه في معارك الدفاع عن الأرض ضد معتدٍ ناصره سماسرة الدم ونخاسو الأوطان.

أترك تعليقاً

التعليقات