عقيق
 

مهدي علواني المشولي

ذاهبون للتفاوض وأصابع أبطالنا قابضة على الزناد.. وإن جنحوا للسلم من جبال العز، حبال أيدينا لأجنحة السلام ممدودة..! 
ذاهبون الى الكويت وفي حنايا القلب تنبض اليمن.. 
وفي سواد العين وطن المحبة بانتصاراته يكتحل..!
ما ذل يوماً للغزاة أو فل سيفه في وجوه الطغاة أو خنع..!
منذ بدء عدوان مسوخ الخليج علينا، وحتى اللحظة، كان ومازال الضمير العالمي غافياً عن مجازر مسوخه، وأقلهم حشمة غض الطرف عن سوءات زبانيات وإماء نفطهم..! 
وحدها لم تنعس لحظة أعيننا في كل المسارات.. ومازالت لعيني أم بلقيس بعينها تقاتل.. ولأرض الحضارات حارساً..
ووحدها لم تغفل عين الله عنا.. ولا عن كل جرائم عدوانهم، وسوء خداعهم، وشرور مكرهم..!
أقدامنا على الأرض حافية معفرة بطهر التراب، وبثبات جبال العزة والكرامة.. وأجسادنا وأرواحنا مازالت قرابين ونذراً على عتبات الوطن..!
ذاهبون للتفاوض ونحن ندرك غفوة الضمير العالمي عنا، وحضورنا ليس استجداء له ليصحو، ولكن كي لايقيم هذا العالم الغافي حجة غفوته علينا..!
ذاهبون للتفاوض ونحن ندرك جيداً أن الكويت ليست آخر المسارات، مادام جنوب معاقلهم تحت أقدام لجاننا وبيادات جندنا، وآخر مؤخراتهم تحت مرمى نيران صواريخنا..!
ذاهبون للكويت ونحن نعي جيداً حاجة العدو للمسار السياسي أكثر منا، ليحفظ به ماء وجهه المراق على مختلف جبهات الصمود.. بل قل ليداري بهذا الحوار عوراته وسوءاته بعد أن تكشفت في صحارى اليمن وفي عقر داره، حيث لايزال أبطالنا جنوباً يدوسون أنف ملكه المغتصب أصلاً..!
ذاهبون للتفاوض لا لنثبت أننا أهل حكمة وحرب، وأهل شورى وعقل، وأهل محبة وإيمان، وأولو بأس شديد، فتلك مناقب لانحتاج لنثبتها لرعاة الشاة والبعير، ولكن لنقول لهذا العالم ومسوخه إن لمعد بن كرب أحفاداً يتناسلون العزة والكرامة، وأشاعر ملء قلوبهم محبة وإيمان، ومازالوا أهلاً لذلك.. وتلك منحة وهبة إلهية.. محبة من الله ورسوله، فلم كل هذا الغضب.. وكل هذا الحقد؟

أترك تعليقاً

التعليقات