نرفض ركعة الهون وضعف الانحناء
 

محمد عبده سفيان

بآمال كبيرة يتطلع أبناء الشعب اليمني الى المفاوضات التي ستحتضنها بمشيئة الله تعالى العاصمة الكويتية في الـ18 من أبريل الجاري، لإنهاء العدوان البربري الغاشم على وطننا وشعبنا اليمني من قبل حكام مملكة بني سعود وحلفائهم من أنظمة الشر العربي والعالمي، والمستمر منذ 26 مارس العام الماضي، وإنهاء الحرب الدائرة في المناطق الحدودية مع السعودية في جيزان ونجران وعسير وفي محافظات تعز ولحج ومأرب والجوف.
ما من شك أن أبناء الشعب اليمني يتطلعون بآمال كبيرة الى نجاح مفاوضات الكويت، ويتمنون ألا تكون نتائجها مخيبة لآمالهم وتطلعاتهم، كما حدث في المفاوضتين السابقتين اللتين عقدتا في سويسرا واللتين باءتا بالفشل، بسبب عدم جدية حكام السعودية وحلفائهم في إنهاء عدوانهم البربري الظالم وغير المبرر، وإنهاء الحرب الداخلية العبثية التي أشعلوها بين أبناء الشعب اليمني، ومولوا بالمال والسلاح القادة والضباط والصف والجنود والعناصر التابعين للرئيس المنتهية ولايته في 21 فبراير 2014م، والفار في السعودية عبدربه منصور هادي، وقائد الجناح العسكري لتنظيم الاخوان المسلمين في اليمن اللواء علي محسن الاحمر، والقيادي الاخواني حميد عبدالله الاحمر، والمليشيات التابعة لحزب الاصلاح وشركائه من الاشتراكيين والناصريين والجماعات السلفية المتطرفة والتنظيمات الارهابية (تنظيم القاعدة -تنظيم داعش -أنصار الشريعة)... الخ.
نتمنى أن تتوفر الجدية والمصداقية لدى حكام السعودية في إنهاء العدوان الظالم والحصار الجائر والحرب العبثية الدائرة في عدد من المناطق بمحافظات تعز ولحج ومأرب والجوف.. نتمنى أن يصدقوا مع الله ومع أنفسهم ومع العالم العربي والاسلامي والعالم أجمع، فيوقفوا عدوانهم الهمجي الوحشي وارتكابهم المزيد من المجازر المروعة وجرائم الحرب البشعة في حق المواطنين الابرياء من أبناء الشعب اليمني، أطفالاً ونساء وشباباً وشيوخاً، وتدميرهم لمقدرات اليمن التنموية والخدمية والاقتصادية والتعليمية والعسكرية والامنية.. وأن يصدقوا فعلاً في وقف نزيف الدم اليمني، وذلك بوقف دعمهم للمليشيات الموالية لهم بالمال والسلاح، وأن يحترموا إرادة اليمنيين في اختيار من يحكمهم بملء إرادتهم دون تدخل أو وصاية خارجية، أو فرض من يحكمهم بالقوة.
 كل أبناء الشعب اليمني التواقين الاحلال الامن والسلام يتطلعون بفارغ الصبر لما ستثمر المفاوضات المزمع عقدها في الكويت الاثنين من الاسبوع القادم، ولدى الغالبية العظمى من اليمنيين شعور بأن هذه المفاوضات سيكتب لها النجاح، حيث يجري الاعداد والتحضير لها بشكل جيد وخطوات مدروسة، وبتنسيق مع الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي.. وقد بدأت الأربعاء الماضي، في العاصمة الكويتية، ورشة عمل بين الأطراف اليمنية لتثبيت وقف إطلاق النار الذي من المتوقع الاعلان عنه اليوم الاحد الـ10 من أبريل الجاري.. وكان مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ، أعلن الأربعاء الماضي، في مؤتمر صحفي عقده مع المسؤولة العليا للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي فردريكا مورغيني، في بروكسل، أن المحادثات المقبلة في الكويت تهدف إلى التوصل لاتفاق شامل ينهي العدوان على اليمن. وقال: إن الوضع في اليمن يزداد صعوبة، وأعداد الضحايا أمر يصعب وصفه.. فيما أكدت مورغيني أن الحل السلمي في اليمن يصب في مصلحة منطقة الشرق الأوسط بكاملها، داعية جميع الأطراف السياسية في اليمن إلى الالتزام بالحوار، وفتح صفحة جديدة، مؤكدة دعم الاتحاد الأوروبي لوقف إطلاق النار والحوار.
وكان الناطق الرسمي لأنصار الله محمد عبد السلام، أعلن الثلاثاء الماضي، في تصريح مقتضب نشره في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، أن الاتفاقَ الذي تم بين أنصار الله والسعودية وأعلن عنه الثلاثاء الماضي، قضى بأن يتم وقفُ الحرب بشكلٍ تدريجيٍّ، بحيث يأتي يوم 10 أبريل الجاري، وقد تم التمكّنُ من وقف شامل للحرب في كُلّ الجبهات داخلياً وعلى الحدود اليمنية السعودية.. (أي أن الخطوة الأولى هي تثبيت استمرار التهدئة في الحدود، والخطوة الثانية وقف الأعمال العسكرية في محافظات تعز ولحج ومأرب والجوف).
ويفهم من تصريح الناطق الرسمي الا;نصار الله أن الغاراتِ الجوية لطيران تحالف العدوان تدخل في نطاق الأعمال العسكرية والتصعيد العسكري.. كما أن الاتفاقَ تضمّن معالجةَ الوضع في تعز بشكل خاص، بحيث يتم انسحاب المقاتلين من مدينة تعز خصوصاً.. ومن المرجح أن استدعاء قائد ما يسمى (المقاومة) بتعز حمود سعيد المخلافي إلى الرياض التي وصلها الاثنين الماضي، يأتي في سياق الاتفاقِ على سحب المجموعات المسلحة من المدينة، تمهيداً لوقف الحرب في جبهة تعز ضمن بنود الاتفاق.
لا يوجد أحد من أبناء الشعب اليمني يعارض أي جهود أو مساعٍ أو مفاوضات الانهاء العدوان والحصار والحرب العبثية الداخلية، سوى أولئك النفر من تجار الحروب والمستفيدين من استمرار العدوان على وطنهم، واستمرار الحرب الداخلية، سواء أولئك الغارقين في النعيم بفنادق الرياض، أو الذين هم داخل الوطن.. فهم يقبضون ثمن إزهاق أرواح وسفك دماء أبناء شعبهم وتدمير مقدراتهم وممتلكاتهم ومساكنهم عداً ونقداً أموالاً مدنسة.
ما نرجوه هو أن تكون مفاوضات الكويت ناجحة بكل المقاييس، وأن يكون الحوار من أجل إحلال السلام والامن والاستقرار في ما بين اليمنيين وبين اليمن والمملكة العربية السعودية، دون مساس بالثوابت الوطنية، وفي مقدمتها الثورة والجمهورية والوحدة والسيادة الوطنية، وألا تكون القضايا المصيرية محل مساومة وابتزاز، فنحن شعب نرفض الخضوع والخنوع والاستسلام، ونرفض ركعة الهون وضعف الانحناء.

أترك تعليقاً

التعليقات