المولولون
 

أحمد الحسني

حين بدأ العدوان السعودي قال البعض لماذا تستفزونهم ولا تردون؟!
وحين بدأ الرد قالوا لا تصبوا الزيت على النار، ودعوا الشعب يعيش. وعندما بدأ الحديث عن التفاوض ووقف الحرب، قالوا لماذا الحرب إذن؟ وألم تقولوا إنكم ستدخلون الرياض؟
ولو استمرت الحرب ودخل اليمنيون الرياض وجاؤوا بحكام المملكة مصفدين في الأغلال، ووضعوا في أقفاص في باب اليمن، لقال أولئك: بعد أيش؟ قطعتم أرزاق أبنائنا المغتربين و..و..! 
هؤلاء هم الذين وصفوا دعوة الرئيس صالح عند بدء العدوان بأنها خنوع واستسلام، وقالوا عن استجابة أنصار الله لدعوة المملكة للتفاوض بأنها خيانة لدماء الشهداء، وهؤلاء هم عاهة البلاد التي لا تقل إيذاء عن عاهتها الخارجية من المرتزقة، وهم عاهة كل زمان ومكان، ولو أنا فتحنا عليهم باباً من السماء فظلوا فيه يعرجون، لقالوا إنما سكرت أبصارنا، بل نحن قوم مسحورون.
إذا دعوا الى الخروج الى السبعين قالوا فعالية حزبية، والأحزاب هي التي دمرت الشعب، وإذا دعوا للخروج الى الروضة قالوا فعالية لحركة دينية، والحركات الدينية وراء كل المصائب. 
يستفزون الجميع حتى إذا صفع أحدهم أعولوا وولولوا وأحالوه مادة لزجة في أفواه المنظمات الحقوقية و(الإنسانية) التي لا تبصر من بين الأشلاء والدماء والجماجم والدمار غيره وأضرابه. 
نصيحتي لكل عاقل ألا يصفعهم ولا يبالي إن تحدثوا، ولا يخشى أن يفعلوا، وإنما يحاول قدر الإمكان الاستفادة من وجودهم في رياضة النفس على فضيلة الصبر والترفع عن السفاسف. أما نصيحتي لهم فهي أن يثقوا أن القليل فقط سيعملون بنصيحتي، ويدركوا جيداً أن غالبية اليمنيين يحملون السلاح، وفيهم من لا يحب رياضة النفس، ولا يبالي بالمنظمات الحقوقية والإنسانية المحلية ولا الأممية.

أترك تعليقاً

التعليقات