في ذكرى الشهيد
 

أحمد الحسني

لا شيء يعدل سخاء الشهيد بروحه، ولذلك تكفل الله بمكافأته، ولم يشرع للشهيد أية مكافأة مادية دنيوية، ومن ضحى بروحه من أجل النبل والكرامة، لا يحتاج معه إلى تكريم. والاحتفاء بشهدائنا هو تكريم لأنفسنا، وإعلان بأن لدينا من المروءة ما يكفي للشعور بالامتنان لعظيم تضحياتهم وإدراك فضلهم، ولعل من المهم أن نستشعر أيضاً، ونحن نحيي مناسبة أسبوع الشهيد، ونعي أننا لا نمجد في شهدائنا الجرأة على التعرض للموت، وإنما سخاءهم وتضحيتهم في الدفاع عن الحياة وما ترتكز عليه من قيم تجمعها كلمة (العدل).
لقد أفاض السيد عبدالملك الحوثي بالحديث عن هذا المعنى في خطابه الأخير بهذه المناسبة، واشتراط التقوى ونبل القيم لاستحقاق شرف الشهادة، وكان عميقاً في تضمين خطابه قضية ابني آدم للتأكيد على أن الإسراع إلى القتال ليس هو الميزة التي لأجلها نحتفي بشهدائنا، وإنما ثباتهم في مواجهة البغي والتصدي لجحافل القتل التي استهدفت حياتنا وما تقوم عليه من وطن وسبل عيش وكرامة وإرادة مستقلة.
من المهم ألا يكون خطابنا بهذه المناسبة احتفاءً بمجد الجرأة على الموت، وإنما بثبات شهدائنا في الدفاع عن حياض وقيم حياتنا في وجه أعدائها، لكيلا يدخل أصحاب الأحزمة الناسفة والسيارات المفخخة والمرتزقة ضمن دائرة استحقاق التكريم، وحتى لا نجعل من تكريم الشهيد موسم تجنيد لا إرادي للمزيد من الإرهابيين الذين لا نعلم غداً أين وتحت أي عنوان ستنفجر بهم المفخخات، أو يستميتون بحثاً عن مجد الجرأة على الموت، وكم من الأشلاء ستتناثر جراء شبقهم على الحور العين.

أترك تعليقاً

التعليقات